محمد بالبيضاء
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: عودة الروح الأحد يناير 20, 2008 12:52 pm | |
| الاربعاء, 22 اغسطس, 2007 عودة الروح
الأربعاء,آب 15, 2007
عودة الروح
الروح
خرجت روحي من فمي ...ثم تتبعتها بعيني فاذا بي أراها تحلق في السماء الواسعة بأجنحة بيضاء ..و الملائكة الكرام يحفون بها متهللين مستبشرين .أعرف أن روحي ليست نقية و لا بهية.. و أعرف كذلك أن السماء رحيمة..ستستقبلني بما يليق بي من حفاوة و ترحيب..فحسبي أنني لم أظلم أحدا في حياتي التي قضيتها فوق هذه الأرض.. و أنني لم أسرق مال أحد..نعم ارتكبت بعض المخالفات التي أعتبرها تافهة صغيرة في حق أصدقاء مقربين الى قلبي ..في حق اخوتي و والدتي..و أعلم جيدا أنهم مستعدون لمسامحتي..السماء هناك تبدو رحيبة و الروح في معراجها تتأمل ذلك السكون الأزرق الذي يحيط بها.. و تعود بذاكرتها الى زمن عاشته معذبة فوق هذه الأرض الجرداء...أيتها الروح المعذبة ارجعي الى ربك...لقد أمضيت كل حياتك في حرمان و ألم شديدين...حرمت من كل شيء... من المال و الجاه...و من الهدوء... استحوذ الآخرون على كل شيء و لم يبق لك سوى الفتات.ها أنت الآن تسبحين في الفضاء الأزرق اللانهائي...و تواصلين المعراج بعد أن تخلصت من جسدك
الجسد
بقي الجسد هناك مطروحا في الشارع العمومي بعد أن داسته سيارة و هربت.الجسد يبدو لي من بعيد مسجى في ثوب من حرير جادت به عليه امرأة كانت واقفة هناك..في الموت يصبح الناس أكثر رحمة وشفقة ..ينسون الذئاب التي تعوي في دواخلهم و يصيرون أكثر انسانية...في الشارع يتحلق الناس حول جسدي و يتأسفون...يثرثرون حول الحادثة..كيف وقعت..و من المخطىء الجسد أم السيارة..يبدو الجسد من بعيد كنملة سوداء و تبدو السيارة مثل صرصار أحمر.أحد المتحلقين حول الجثة يتكلف برواية الحادث كما وقع باعتباره شاهد عيان...كان الرجل
و أشار الى الجسد مسرعا و يبدو لي أنه أستاذ اكتشفت ذلك من خلال الصرامة التي يرسمها على وجهه و من خلال المحفظة الثقيلة التي يحملها ..لا شك أنه خرج متأخرا من منزله و كان يريد الوصول الى مقر عمله بأقصى سرعة ممكنة و لكن السيارة عاجلته بضربة حاسمة لم تدع له فرصة في النجاة...أنهى الشاهد كلامه.. ووصل رجال الشرطة آمرين الناس بالذهاب الى حال سبيلهم ..وصلت سيارة الاسعاف..حملت الجثة.. و انطلقت تاركة صفيرها يملأ المكان
عودة الروح
انطلقت الروح من عليائها..و رجعت لكي تطل على جسدها المسجى هناك في المستشفى العمومي جلست الروح قرب الطبيب الذي شرع يشرح الجثة ..في هذه الحالة يسرق الاطباء بعض الأعضاء التي ما زالت صالحة لبيعها أو زرعها في بعض الأجساد الأرستقراطية التي تشكو من غياب كلية أو معدة أوقلب...الروح نزلت من عليائها لكي تحرس جسدها من هذه الممارسات اللامسؤولة ازاء جسد سكنته مدة من الزمن ثم انفصلت عنه مرغمة..كان الجسد بين يدي الطبيب لا يشكو من نقص ...كان سليما..لا جروح تعلوه و لا كسور...يتعجب الطبيب من ذلك و يقول لمساعديه...الواقع أن الحالة غريبة..ما زلنا لا نعرف هل هي حالة اغماء/نوم طويلة أم هي حالة موت
في النوم كذلك تفارق الروح جسدها...تجلس بعيدا عنه..تتأمل الجثة الهامدة المنبطحة أمامها..لا حركة لا احساس...النوم موت قصير و الموت نوم طويل
سنترك الجثة بعض الأيام حتى نتأكد من الأمر...يقول الطبيب.. و يحقن الجثة..ثم يمضي الى جثة أخرى
عادت الروح و جلست قريبا من جسدها ..كما لو أنه نائم و هي تحرسه...يبدو الجسد فعلا كما لو كان نائما...لا أثر لشيء..في الليل تسمع الممرضة شخيرا يعلو قليلا...قليلا...تهرع الى الجثة..توقظ الجسد من سباته قائلة...اخفض قليلا صوتك ..فهناك جثث أخرى تنام قربك
السبت29/12/2001www.belbaida.malware-site.www | |
|