الاربعاء, 22 اغسطس, 2007
جسد باذخ
الخميس,آب 16, 2007
جسد باذخ
جسد باذخ
الزمان...زمن صيف..و الشمس ترسل أشعتها الذهبية فوق كل شيء
المكان...سرير من الرمل..سرير ناعم أصفر تكتنفه بعض الأشجار الخضراء بقامة طفل
الحدث الرئيسي...جسد أنثوي باذخ..بالشبق يفوح و باللزوجة الناعمة..جسد أبيض شبه عار..تحت الركبتين بياض..فوق الناهدين بياض كذلك..و بينهما الأسود الشفاف..قميص هو العتمة المضيئة
السارد/الشارد...لم أر في حياتي جسدا بمثل هذه القوة و هذا الاشعاع العنيف كأن ذلك لم يكن الا حلما مر في لحظة متوجسة
وقفت مشدوها..اقتربت و ابتعدت..ابتعدت و اقتربت..و ما شبعت العين..كان الجسد مستلقيا/مسترخيا..العينان زائغتان قليلا كأنهما تستشرفان أفقا بعيدا..الفم كان مرتخيا كأن الشفة العلياتعض أختها السفلى..الركبتان مائلتان الى النصف تقريبا..و عند النهدين تلتقي العتمة بالضياء..هذه المرأة ماذا تريد مني...هل تدعوني عيناها الحالمتان الى أفق آخر أهرب فيه من جسدي المشروخ...و فمها الهامس هل يدعوني الى قبلة أذوب فيها مثل السكر في الماء...و ذلك البياض فوق الناهدين و تحت الركبتين هل يدعوني الى ارتشافه حتى الثمالة الأخيرة
أقترب كثيرا و أركز الانتباه في ملامح الوجه الملائكي..حتى التفاصيل الصغيرة ترتسم في الذاكرة..كان الرمل دافئا..أحسست به في تلك الارتخاءة الباذخة التي رسمها الجسد الأنثوي ..و كانت الشمس كذلك ناعمة..و الأشجار الصغيرة نداوتها تبعث الارتعاش في جسدي المحموم..و السماء زرقاء كانت لكأنها تبتسم لي من بعيد
كنت في اقترابي منها و ابتعادي أغير زاوية النظر..كأنني أكتشف تفاصيل المكان و تضاريس الجسد الملتهب...لحظة شدتني تكويرة النهدين ببراعتهما و اكتنازهما الباذخ..تمنيت لو قطفت التفاحتين.. و احتفظت بهما الى أبد الآبدين
الزمان...الساعة السادسة مساء بتوقيت المغرب الذي يوافق توقيت غرينتش..شهر أبريل الأسود...بدأ الظلام يهطل
المكان...قاعة صغيرة أشبه بفصل مدرسي..معتمة قليلا..قديمة ربما يظهر ذلك من خلال الطلاء و النوافذ
الحدث الرئيسي...يقترب مني الفنان التشكيلي المغربي..صديقي سليمان القبطي..ينخزني قائلا
أعجبتك اللوحة...هه ما رأيك
فأرد شاردا
روعة...قمة الروعة
الدار البيضاء 14/1/2002
belbaida.malware-site.www