منتدى الصعاليك الجدد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصعاليك الجدد

لا يهمنا أن نحقق النجاح في العالم الافتراضي بقدر ما نسعى إلى خلق يد واحدة في العالم الواقعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 "العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ليلى ايت سعيد

ليلى ايت سعيد


عدد الرسائل : 44
الموقع : www.lailaa84.jeeran.com
تاريخ التسجيل : 06/12/2007

"العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو Empty
مُساهمةموضوع: "العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو   "العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو Icon_minitimeالسبت يناير 12, 2008 11:54 am

ترجمة آسيا السخيري

"العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو


جيرار كارامارو



ظهرت لي لوسيل، هكذا، في الخريف، بين الكروم الضاربة إلى الحمرة والتحليق الأصفر للأوراق. مثل ثأر موجه لإصابات القدر، يبدو أحيانا أن ثمة أرواح مترعة بالعطف والبشاشة تعلن عن رغبتها في أن تضيء لنا الوجود. ذلك، مثلما يقال، هبة تأتينا فجأة، نبأ سار، نجاح أو لقاء، مطر ينهمر على أرض أنهكها الجفاف أو نار تتقاطع في قلب الشتاء.



جاءت هكذا، مشرقة ومتمردة، الثغر في اضطراب سابق والعين غارقة في الصفاء. إذا اكتشفت هنا، حتى، وإن بدوت كافرا، يدا أو من الأفضل لنقل عصا سحرية، فإن ذلك لكون لوسيل نظرت إلي واختارتني.



طبعا أردت أن أهبها الكلمات، أن أوضح لها، أن أغطيها لكنها لم تكن تتقن غير الضحك. جل أسلحتي هوت، عندما، فاقدا لكل قدرتي، صرت لا أعرف غير تمليها، مترعا بالامتنان، بالرهبة والانبهار. تضحك لوسيل وتصبح الضوء.



عندما أكلمها وأعتقد أنها تكون حينها مصغية بانتباه، تصير لا تمت للإنسان بصلة، هي تغدو فقط بهاء جليلا مذهلا. ماذا تراني كنت إذن، أنا، المتسكع الدائم الترحال في دروب الفتنة والجمال، الغاوي المنهك باكرا، القلعة المقفرة، الرائع منذ عهد قريب، الشخص الآخر! كنت أذوب. روحي الزرقاء والرمادية يا لوسيل، روحي المغطاة بالندوب، تنسكب، وأنا أرغب في أن تخترقك.



حياتي المختصرة مع لوسيل لم تكن رغم ذلك ملائكية وحسب فقد جعلتني شهوانيتها أتيه. هي لم تعطني جسدَ امرأة جديدا أداعبه، جسدا آخر، بكل اختلافاته الجميلة، لا، هي منحتني نسمة. لحمها يعرف كيف يتحول تحت كفي لكنه يبدو لي أنه سحابة كنت أتشبث برغبتي في تقبيلها. في صلابته وغزارته وفي تأليهه، هي كانت تترك مسافة غريبة غير قابلة للمس. اليقين الوحيد الحقيقي الذي أحتفظ به عن لوسيل هو فمها. ناعم، كبير، حي، ملتهب ومتعطش وفي ذات الحين هو محمر فاقع، لماع، عذب ، منعش ولين أسيل. ثغر لوسيل يؤجج النظر والهيجان دون أدنى شك. حدة الريح كانت لوسيل، وهي التي كانت منها تتناسل، دائما، شلالات الضحكات أو التراتيل المبحوحة. هي الكهف البدائي، الحلم الأقدم للإنسان، هي المغارة وهي المنبع، هي الهوائية والليلية وهي الموجة القمرية الساخنة بالرغبة ملء حضنها. أوه! لوسيل! بأي كيمياء قدرت على تحويلي دون إرادة أو عمل إلى نار، إلى نفس متوهج في فخ الحجز؟ جعلتني جسرا، سجينا ليس لدي القدرة على تجاوزه.



تهت وتسكعت فيك معلقا خارج الساعة وكنت الماء الذي تستحم فيه البطارية والقوس المحدب للجسر. أنت خطوة الهناك البعيد، نحو العالم الآخر. كنت أنا السكون بينما كنت أنت المستقبل.



ثم قلت بيني وبين نفسي، يا لوسيل، إن نزقي لن يفيدني في شيء. ما جدوى حلمي بالاقتران بك وبالتالي جعلك تابعة؟ تخيلي غيمة في ركن ما من السماء مشدودة إلى خيط بيد سيدها! روحي، تطوري، حلقي كما تقتضي رغبتك ودعيني أفكر كما أشاء. إن كان كل ذلك لا يعدو أن يكون مظهرا، فقد لا تكونين غير فكرة وهمية للجمال. وإن لم تكوني غير مفتاح يا لوسيل؟ هيئة من ضوء، عالمة، مجازا مجبرا، وعدا؟ فذلك يظل دائما هو الحب الذي يقطر من يراعي وأقسم لك أنه دمي الذي يوقع الخط. ياه ماذا حدث؟ هل تراني تغيرت؟ وصافيا رائقا هكذا، سأكون ميالا إلى قبول أنه حتى هذه التي أعشقها لا يمكن أن تكون لي؟



مفتاح أنت يا لوسيل، تفتحين عيني على عالم أجمل. اسمعيني جيدا، فتنتك لي، كما لو أنها شعاع قمر ينجز عمله بداخلي خفية عن الأعين.



عندما غادرتني، رائعة الجمال، كنت أقول لنفسي حينها، وكنت أقول وأنت تتلاشين إن حلمي بك سوف يكون أكثر روعة وبهاء. لا تنسي أنني سأكون قريبا منك. تدركين، على ما أظن، قدراتي على التجريد والتخييل وتذكرين كيف كنت أزورك في بعض الأحيان. تعلمي إذن كيف تبصرين الحركة التي تطوقك في العتمة وكيف تميزين في ضجيج الشمس التماعات غريبة. إذا كان من الممكن أن يروقك هذا الحضور اللامرئي، يا روحي، سأكون مترعا بالفرح.



في هذه اللحظة، لا أدري إن كنت أنتظرك. بداخلي دائما تأرجح بين الحب ومحبة الحب. أرأيت، أنا أرسم. أرسمك بكلماتي، ألعب. هو نفس حلم اليقظة الذي يلازمني آناء حضورك، إن شئت، لكنه إضافة إلى ذلك على اتساع مجد ومرهق في آن. الفن عمل بما أننا نصل فيه إلى حد الحفر. أنت لا تبالين بذلك، أليس كذلك؟ أنت الكون ببساطة وكل ما عداك لا يعدو أن يكون استطرادا. من أسلوب كلينا في الوجود، أو في الحياة، بكل صدق، أنا لا أعرف أيهما الأكثر إيجابية وتماسكا أو الأكثر عقلانية. أيهما تؤثرين. لننتق، في كل الحالات، الأكثر إثارة -ولا أدري لماذا!– هو أن نلتقي ونكون قريبين. هل يمكنك تخيل ذلك؟ مركبتان نحن، وحيدان منعزلان متوحدان، عدم شبحي يتشابك، كيانان مستقلان وغامضان في أنحاء الوحدة. صرخة في الغمام السديم، نظرة منفلتة من درابزين الجسر وتلك هي المعرفة. ألقي بالمراسي، الأسلحة عند القدمين والعبارات تهدمت. وها نحن نتصنع عطبا للانعزال في عرض محيط الوجود غريب الأطوار، مقترنين بمشيئتنا دون حد معلوم، قرصانيْ التقاء. قطعا، نحن لسنا غير لصين بحريين، طفلين لا يتقنان غير النهب في الدروب الترابية.



يبدو لي، من حين لآخر، أنني لا أسمع غير صخب هيجان الموج الأعمى والريح العنيد العتيد. هل سيكون لسباقنا الثنائي نهاية! هل تراني تهت من جديد في مجهول قيادات هذا المركب المجنون؟ اسمعي! أنا أعشق الإبحار وحيدا حتى وإن كان يجب علي اصطحاب صورتك في ذهني فإنني سوف أواصل. هل سأكون أقل وحدة؟ شكرا لك يا لوسيل، شكرا لأنك ما زلت تؤثثين رؤاي. ترى هل يهمك هذا؟ من أنت حين تكونين وحيدة؟ هل تحسين بالوحدة أحيانا؟ الخواء، مثلما يقولون، هل يملأ قلبك بصمته الأسود النهم؟ أنا أحب ذلك الفراغ. في الليل عندما أتمدد على الأرض، ولما تموء الرياح بلا ضجة بين أغصان الأشجار المذهولة، أكون هناك المقتنص. أتقصى وأرتشف بتعطش كل علامات الكون. تلك التي في العادة لا يمكن أن يتذوقها الإنسان. أحيي النجمة الرسامة، أترجم أسرار الغيمة المسلوخة من القمر. إذن القمر، هل تتصورين كم هو قريب مني! ذاك بسيط جدا. هو ليس بالنسبة لي ذبالة نور مصباح معلق هناك، في قلب السماء. القمر يسطع وأنا بذار متلألئ منثور في أشعته. الأمر غريب فعلا بيد أن القمر بالنسبة لي يمثل الماضي وهو يبد ولي دائما الذي يحكي قصة الأزمنة كلها. يحدث أن أسر بيني وبين نفسي أنني أعرفك جيدا لكوني أعرف القمر وأحسه قريبا جدا.



لا، أنت لم تختفي. كيف تستطيعين ذلك! حضورك حقيقي. قد لا أسعى إطلاقا إلى رؤيتك. بيد أنك النقطة الثابتة والوحيدة في هذا الكون المصلوب. اللقاء، نقطة تقاطع الأذرع الأربع المسمرة في آفاق العالم. أنت، حلمي، أنت مرجعي الأوحد خارج الفضاء وخارج الزمن، هناك حيث كل شيء معلق كي ينوس بإرادة قوانين خفية... أنت سفري وأنت الإرساء والمرسى.



لا يذهب بك الخيال، يا عزيزتي، أنك لا تعدين أن تكوني ذريعة، مبررا لعدم صوابي الراكض. أنت، وتأكدي من ذلك، أفضل جزء في، والأكثر حقيقة هو أن نظري عدل مذ رأيتك. هذا الجزء خاص بك، بجمالك الرشيق، وهو مع ذلك مصبوغ بلون خفيف للمطلق. أريد أن أتحدث عن هذه العروة التي تمثلينها، هذا الحبل السري الخارق والشاهق المتعالي والذي لا يتجلى إلا من خلالك.



أن ألتقيك فذاك هو الاكتشاف وذاك هو الأمر المسلم به. عارفا الآن، مستنيرا، أذهب معك وأنت إلى جانبي حتى وإن كنت تشكين في ذلك.





الفصل الأول



في ذلك اليوم الذي رجعت فيه إلى ضيعة لافونتان* اخترقني جلد (صبر) بيئتها وزخرفتها.

بما أنها الأسيرة في جليد المواسم الساكنة، فقد كان ريف الجوار يتمزق. كانت الرؤية دائما تهبني على السفح المقابل لطريق قدومي، هناك حيث الضوء الأصم للصباحات الصافية، خمائل أشجار البلوط العالية. طفلا، كنت هناك، أجدني أخترع الكون الذي يخلقني ويشيدني بالمقابل. في باطن الوادي، يزحف الطريق الرقيق الملتوي المتناسخ عن المجرى المائي الذي حفر في التضاريس حتى الهضبة كي يربط تلك البضعة من المباني بعيدا عن ملتقى النهرين الذي أغرى الإنسان بالإقامة هناك في الأعلى نحو المنخفضات.

أي زمن، كان لا يفتأ يسهر ويحض على التقائنا؟ أي عصر كنا قد تقابلنا فيه؟ هل تمرغت سحب الغرب الكثيفة فوق البلاد وهل خططت النجوم والكواكب السيارة، من جديد، السماء السوداء والنقية؟ اليوم، أنا لا أعرف ماذا تعني تلك الاختلافات.

ما جدوى السعي وراء تذكر هذه التجليات وأنا قد احتفظت بداخلي بذلك الشعور الشفاف الصافي الذي سكنني؟ ذهبت بمفردي إلى ضيعة لافونتان في ذلك اليوم. لعلني فعلت ذلك ذات صباح، وأقسم، أن ذلك كان لرغبة عارمة ألحت علي في الهروب من رفقة بني البشر ولكوني أحسستني بحاجة أكيدة لالتهامك أنت والعقيق* الجاري.

من الممكن أن تكون الفكرة ذلك القليل المنحرف، تلك السحابة، تلك القطرة الشقية، بسبب رؤيتها لي على شكل شبح ساكن لأماكن حبي الأولى. ومع ذلك، أبدا ما كان ثمة زاهد مرتحل مقتنع ببراءته. أية جناية -ماذا أقول؟- ما كان يغفر لأية زلة صغيرة الحث على تلك الرحلة. وحده، في الأول، التوق الذي نحكم بأنه يحل له إن أمكن أن يجعل الذكرى تزهر من جديد كما أيضا ودون شك إن كانت الإرادة أقل صفاء فإن الواقع يتلف الصورة المفرطة في جمالها إلى حد التدويخ والانتشاء كما أنه يجعلها جافة ومعيبة.

لوسيل كانت مبرر الفكرة الأكثر نقاء -افهموا، الأكثر أثيرية، الأكثر فكاكا من الجسد، الأكثر استثنائية- التي امتلكتها عن الحب الأبدي. أحببت صورتها و/ في صورتي، أنا، التي أنجبتها. كنت أبوح لها بما تمليه علي الفكرة، والأسوأ أيضا، كنت أعتبر الحد النهائي لحبنا الاتحاد، الذوبان، والاندماج الكامل لكيانينا. كل الأحداث المتلاحقة المنجرفة عبر ألفيتين من عبادة العزوف، من فوبيا كل ما هو جسدي شهواني ومن الفتنة والانجذاب المميت. هي تدعى لوسيل، قلت لنفسي، وهذا الاسم المنير يجعل منها بالطبع ملاكا، حلما ماديا في الظاهر بواسطة ذلك الوجه الرقيق والغائب، بظل ابتسامة على الشفتين. مهموما، أحتسيها وأنا أرشف على وجنتها عطر رؤاي. " أقسم لي أنك تحبني" بيد أنها تريدني أن أقطف لها النهار.

أوه! كنا نقبل بعضنا وكنا نتلامس قليلا ونحن مسترخيان. تمشينا كثيرا، الأيادي متشابكة والآذان محمرة. مشغولين كنا بسماع كل منا لهذر الآخر أو بقراءة نبرته في انتظار أن نكون واحدا بيد أن العمل الحقيقي، فعل الحب لا يبدأ إلا آناء الافتراق. وحينها أغدو ملكا للوسيل، لرائحة حلمها، لصوتها البلوري، لموائها لفرط اللذة ولضحكاتها الشبيهة برنات القيثارة (الهارب). كنت أخلق الحياة كما يليق بالحياة أن تكون.

والآن ترى كيف أصبحت لوسيل؟ ترى هل غضنت السنوات جانب نظرتها وعينيها؟ هل عبأت بطنها ووركيها؟ هل تراها تغتاظ أحيانا من ضجيج الأطفال المتشبثين بحذائها أو بالرفيق المثقل برتابة اليومي والذي غلبت عيوبه ونقاط ضعفه سحره الفتان سابقا. أنت لا تستطيعين إطلاقا أن تمحي من ذاكرتك كل ما عشناه. ذكرياتنا معا ستظل تجرجر نفسها في ركن من أحلامك تماما مثل هاجس واثق وعذب بل لعله يكون مفرطا في مثاليته.

لقد وفدت هادئا دون أحقاد. جعلت مرارتي تتناثر في الطريق. كل ما أخفقت فيه، كل خساراتي، كل إحباطاتي، كل ما لم أعد أريده غدا ميتا، منثورا في الرياح الخسيسة. نفس وحيد أعرفه جيدا يحييني الآن. هو -وأنت تعرفين انجذابي لكل ما هو مجاز- مثل ظمأ قد ارتوى أخيرا، طاقة، أو قوة سأستطيع أن أحوز من خلالها وبعد مراوغات كثيرة على الرأفة. أريد أن أشاركك السر. أنت تمتلكين نفسك وأنا أسخر ممن يدعي أنه يمكن أن يمتلكك. أين أنت؟ البلاد تبدو لي مخضوضرة ومتصحرة. يجب أن نكون اثنين فقط عند التقائنا، وفي الوادي الذي هو كل الكون، سنعيد تشييد إنسانيتنا. كل هذا يا لوسيل، كي أقول لك فقط من كنت عندما وصلت.





الهوامش:

*العقيق: جمع أعقة: الوادي وكل مجرى مائي شقه السيل قديما فوسعه.

*ضيعة لا فونتان: تدعى اليوم قرية أونغل (Le village d’Ongles : Alpes-de-Haute-Provence) http://geneprovence.blogspot.com/2007/01/le-village-dongles-alpes-de-haute.html وتتكون هذه القرية من ثماني ضيعات عاصمتها ضيعة لا فونتان التي أخذت اسمها من الينبوع الوحيد الموجود بها. يقع إقليم أونغل على هضبة بجبال الآلب ببروفانس العليا (الهوت بروفانس).

عن موقع كتب إليكترونية، حرة ومجانية

http://www.ebooksgratuits.com/index.php

أدباء معاصرون: Auteurs contemporains

http://www.ebooksgratuits.com/caramaro.php

الكاتب جيرار كارامارو Gérard Caramaro : ولد جيرارد كارامارو في الرابع عشر من أيار/مايو سنة ثلاثة وخمسين وتسعمائة وألف بكمبر في بروتانيا، شمال غربي فرنسا وهناك درس إلى أن تحصل على شهادة الباكلوريا. مباشرة إثر ذلك، طار قناص الرؤى والسراب إلى باريس حيث تابع دروسا في فن المسرح والتمثيل. من مغامرات إلى أخرى ومن أشغال مختلفة إلى أخرى، حملته ميولاته الأدبية إلى مهنة المصحح الأصيلة الجديرة بكل التقدير والتي مارسها مذ ذاك ولم يتخل عنها إطلاقا.

من الواضح جدا أن هذا العشق للغة كان بكورا. خلال سنوات دراسته الأولى بالفصول الابتدائية، كانت مواد تحريره تقرأ على تلاميذ الأقسام النهائية. كانت مغامراته الأولى مع الشعر المنظوم وظل كذلك لفترة طويلة من الزمن. معتبرا، إن خطأ أو صوابا، أن هذا النمط من الكتابة غير سهل المقاربة بالنسبة للآخرين، لذلك كرس جيرارد كارامار وقلمه ونذر روحه المحلقة في مدى العبارة للنثر الشعري.

ظلت نصوصه دائما موسومة بتصوف غامض لا يمكن المسك به، برغبة عارمة ودأب على الإدراك والرؤية (الضوء دائما!) وفي نفس الوقت، بإرادة معرفة كنه الذات وجوهرها والرغبة في تجاوزها. أريج الميتافيزيقي المستحم بالشعر ينهمر فيما بين صفحاته. كثيرون هم القراء العاديون أو الأكثر ثقافة الذين يجدون أنفسهم بكثير من البهجة في رؤاه المحلقة.

موريس درويون، سكرتير الأكاديمية الفرنسية الدائم كتب عنه في التاسع من تشرين الأول سنة سبع وتسعين وتسعمائة وألف ما يلي: "أعتبر هذا إلهاما ذا قيمة يذكرنا بجيرار دي نيرفال ويجعلنا نحياه من جديد، كل ذلك مع لغة تعانق الكمال على كل الاعتبارات."

بعد فشل مرير مع ناشره، قرر جيرار كارامارو وضع روايته الأولى "العرس السري" على ذمة القراء المهتمين مجانا على النت.

وكانت النتيجة الحتمية! وكانت المفاجأة المتوقعة! بعد أكثر من عشرين ألف تحميل، يظل العرس السري مرفرفا ضمن المجموعة الأولى من خمسمائة وألف من المؤلفات الأدبية المعروضة على موقع ELG (والتي تعد 99.9% منها مؤلفات لأهم الكتاب الكلاسيكيين العظام) لعل ضربة حظ صغيرة فقط كفيلة بأن تجعل كتابات جيرار كارامارو متوفرة لكل شرائح القراء الشاسعة.

يجب أن لا أنسى التنويه بأن رواية العرس السري تحصلت على جائزة جمعية البروتانيين بباريس Fédération des Bretons de Paris سنة سبع وتسعين وتسعمائة وألف.


http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic\live\k2\2008-01-11\212.txt&storytitle=
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.lailaa84.jeeran.com
 
"العرس الخفي" للكاتب الفرنسي جيرار كارامارو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الصعاليك الجدد :: رواق أمواج :: أمواج-
انتقل الى: